إنّ ( فيديك ) هي واحة موجودة في منطقة شبه الجزيرة العربيّة ( المملكة العربيّة السّعوديّة )، تابعة لمدينة حائل حيث تقع في جنوب غربها، قريبةً من مدينة خيبر، وقد سكنها ( العماليق ) الذين هم من سلالة سام بن نوح، إلاّ أنّ الملك ( نابونيد ) العراقي قد تمكّن من إبادتهم، ولكن استطاعوا بدورهم وبعد سنوات عشر من أن يسيطروا على هذه الواحدة، ولم يتركوها حتى سيطر عليهم فيما بعد يهود خيبر.
وقد سكن فيديك اليهود مدّة لا تتجاوز الأعوام السبعة، ونتيجة لخوفهم الشديد عقدوا صلحاً من النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، وانضمت هذه المنطقة بعدها إلى ما يعرف بـ ( التاريخ الإسلامي )، وقد وهب الرسول هذه المنطقة لاحقاً لابنته ( فاطمة الزهراء )، وبذلك أصبح كلّ نتاج مواسم الحصاد التي تنتج من هذه البقعة من الأرض تدفع لفاطمة، واستمر الوضع كذلك حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم، حتى أصبحت هذه الواحة فيما بعد تتبع للدولة آنذاك.
إنّ هذه المنطقة كانت مصدر خلافٍ بين المسلمين، إذ أنّه وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قام أبو بكر بحرمان فاطمة الزهراء من ريعها، وقد كان يستند في حديث للنبي : " إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة "، ولكن فاطمة ظلّت تطالب بحقها في هذه الأرض، فقامت خصومة بين طائفتي ( الشيعة والسنّة ) لأجل ذلك، فقد رأى الشيعة بأنّ الصحابي أبي بكر قد اغتصب أرض فاطمة وحقها فمن فيديك، كون النبي قد وهبها إيّاها والهبّة ليست ورثة، أمّا السنّة فقد رأوا بأنّ حديث النبي حديثاً بائناً بأنّه لا يوجد وِرثة لنبي، إلاّ ما كان من علمٍ وهداية.
إنّ هذه المنطقة شهيرة في الزراعة وخاصّة كلّ من القمح والتمر، وهي أرض خصبة، وهي ليست ببعيدة عن المدينة المنوّرة، ولكن فيما مضى ونظراً لضعف وسائل المواصلات كانت الرحلة من فيدي إلى المدينة تستغرق يومي مسير.
هنالك طريقين يؤديان من فيديك إلى المدينة المنورة، أولهما هو عبور محافظة ( الحناكية ) متجهين صوب ( هجرة الصويدرة ) ومنها إلى ( الحليفة السفلى ) حيث يتمّ عبور قرى كثيرة لنصل بعدها لمحافظة ( الحائط )، وثانيهما هو عبور محافظة ( الحناكية ) متجهين صوب مدينة ( النخيل )، حيث يتمّ عبور قرى كثيرة للوصل أخيراً، وتعتبر هذه الطريق الثانية هي الأقرب والطريق المختصرة، إلاّ أنّها مازالت رمليّة.
المقالات المتعلقة بما معنى فيديك